الفيلم الأول الناطق بالإنجليزية للمخرج اليوناني " يورجوس لانثيموس " فيلم مشحون بالأحداث و العواطف تدور أحداثه في المستقبل ليس البعيد حيث لا يسمح بالأشخاص السناجل و الوحيدون أن يعيشوا و يختلطوا مع الأزواج أو الشركاء في علاقة عاطفية , لذلك يبدأ الفيلم بمشهد انتحار زوجة بطل الفيلم " ديفيد " بعد أن كفت عن حبه وعليه انتقل ديفيد إلى فندق ذو قواعد مخصص للبحث عن شريكة حياة جديدة وحب جديد ولكن خلال 45 يوم فقط !
1 – إن لم تجد الحب فأنت تتحول إلى حيوان !
" ديفيد " يجد نفسه لأول مرة وحيد بعد 11 سنة و7 أشهر مدة زواجه , لا يعرف ماذا يفعل فهذا شعور جديد عليه تماماً , نعرف انه شعور تألم بعد أن عرف أن زوجته كفت عن حبه ثم انتحرت ولكن بطلنا " ديفيد " هنا لم يذرف دمعة واحدة على زوجته بل استعد لتجربة الذهاب الى فندق ذو قوانين صارمة للغاية للتأكد من أنه وجد حبه و شريكة حياته الجديدة و لكن أولى المشاكل التي يواجهها " ديفيد " هي أنه يجب أن يعثر عليها في مدة 45 يوم فقط وإلا سيتحول الى حيوان !
2 – أن تتحول إلى حيوان يجعل هناك فرصة ثانية لإيجاد شريكة حيوانة فى علاقة حيوانية .
لذا إذا لم يكن لديك الخيار و سوف تكون حيوان فاختار أكثر حيوان مفضل له تستطيع أن تعيش في هيئته و " جراد البحر " ويطلق عليه أيضاً " الكركند " او " سرطان البحر " كان أختيار بطلنا " ديفيد " لأسباب وجيهة الحقيقة فهو يعيش فى البحر و دمه أزرق أرستقراطي و يمكنه أن يحيا 100 عام و الأهم أنه نشط جنسياً طوال حياته و يمكنه أن يمارس الجنس ل 100 عام .
3 –الإبتزاز العاطفي لا يؤدي الى علاقة عاطفية بل قد يؤدي للإنتحار
بدأت رحلة بحث " ديفيد " عن حب و شريكة حياة من نزيلات الفندق و حاول التواصل مع أكثر من نزيلة و لكنه لم يشعر بانجذاب حقيقي نحوهن , حاولت إحدى النزيلات –المحبه للبسكويت بالزبدة – التى أوشكت أيامها الـ 45 على الأنتهاء أغواء بطلنا و التقرب إليه تارة بإخباره أنها جيدة في الجنس الفموي أو أنها تملك مؤخرة رائعة لا تظهرها الملابس و تارة بإخباره أنها سوف تنتحر أذا لم تجد شريك حياتها قبل أنتهاء المدة , اليأس و اللجوء إلى أول شخص يظهر في حياتك ومحاولة ابتزازه عاطفياً لا يستطيع أن يبدأ علاقة بل يجعل الطرف الآخر يهرب منها , لذلك أنتحرت النزيلة محبة البسكويت بالزبدة لأنها لا تريد أن تتحول إلى حيوانه .
4 – العلاقة العاطفية لا يمكن أن تبنى على كذب و خداع
لم تعد خيارات " ديفيد " كبيرة بعد انتحار إحدى النزيلات و تحول الأخرى إلى حصان صغير و آخرى قد وجدت شريك حياته و هو صديقه النزيل و لكنه يخدع هذة النزيلة بادعاء أنه يملك نزيف أنفي كما التي تملكها بالظبط وهو ما كان سبب كافي لكليهما أن يختار بعض كشركاء فى الحب والحياة !
لذلك لم يبقى لبطلنا سوى النزيلة قاسية ذات القلب الصلب الذي لا يلين و كان تمثيل دور قاسي القلب صعب على بطلنا للغاية ولكنه نجح في خداعها و اتقانه للدور , ولكن الكذب بدون أرجل كما يقولون , وهو ما اكتشفته النزيلة ذات القلب القاسي عند أول ممارسة جنسية للبطل معها فهو يصدر أصوات و يتأثر و يحاول تقبيلها , مما جعلها تختبره بشكل قاسي عن طريق قتل أخيه الكلب – كان نزيل بالفندق و فشل و تحول الى كلب – وهنا لم يتمالك " ديفيد " نفسه و بدأ فى العياط و أخذت قاسية القلب فى نهره و توبيخه و وجهت إليه هذه النصيحة بشكل مباشر بالرغم من قساوة قلبها فقالت " أنت تعلم والجميع يعلم أنه لا يمكن بناء علاقة على الخداع " .
5 –الوحيدون يسكنون الغابة و منبوذون
بعد افتضاح أمر بطلنا قرر الهرب من الفندق و لكن بعد الانتقام بالتأكيد من قاسية القلب حيث حولها قبل هروبه إلى أسوأ حيوان قد يتحول إلى إنسان – للأسف لم يتم ذكر الحيوان فى الفيلم وأصبح متروك لتخمين المشاهدين –ثم هرب الى الغابة و تعرف على الوحيدون بقوانينهم الخاصة , نعم هم منبوذون من المجتمع و لكن هذا كان اختيارهم وهم يدفعون ثمنه , عرف " ديفيد " كم هي الوحدة قاسية ومؤلمة لأول مرة ولكنها حرة فيمكنه أن يفعل ما يشاء يأكل ما يشاء ما عدا ممارسة الحب و الغزل , حتى أن ليالي الرقص تكون فردية كل شخص يرقص لوحده !
6 – الحب المزيف ينكشف وقت الشدائد
يقوم الوحيدون بالترتيب و الهجوم على فندق النزلاء الذين يبحثون عن شركاء حياتهم مهما كلفهم ذلك من كذب و خداع و يضعون خطة لكشف هذه الألاعيب المخادعة , فأول الأمر يقتحمون غرفة نوم مالكة الفندق و زوجها – المثال العملي على نجاح علاقات الفندق – و يطلبون من الزوج وضع درجة من 1 : 15 لتعبر عن حبه لزوجته فأخبرهم أنه 14 لأنه يحبها من كل قلبه , ثم يخيروه ما بين مقتله و قتلها و من يستطيع أن يعيش بدون الآخر يخبرهم الزوج " أنا أستطيع أن أعيش لوحدي تماماً " ثم يسلمونه مسدس و يطلبون منه قتلها ولا يتردد و يضغط على الزناد ولكن يكون المسدس فارغ فما هي إلا حيلة لكشف زيف المشاعر بين الزوجين المالكين للفندق و بالتالي فشل و زيف المشروع بأكمله .
7– يأتي الحب من حيث لا تدري
بعد يأس " ديفيد " من إيجاد شريكة حياته و حب جديد و هروبه لغابة السناجل و الوحيدين يأتيه الحب تدريجياً من حيث لا يدري و بشكل تدريجي , إحدى زميلاته في الوحدة – محبة الأرانب المشوية - و يبدأ في اكتشاف الأشياء المشتركة الحقيقية بينها و بينه حتى أنهما ذو نظر ضعيف ويبدأ فى اصطياد الأرانب لها و الشعور بالغيرة عندما تحدث شخص آخر , حتى يعترفوا لبعض بحبهم و لكن لازال قانون الوحيدون يحكمهما فلا علاقة جنسية و لا غزل فى غابة الوحيدون , يقوموا بتطوير لغة خاصة بينهما للتواصل لا يفهمها سواهما فقط , حتى يقرران الهرب من هذه الغابة الموحشة .
8 –هل الحب هناك حدود للتضحيات فى الحب ؟
قبل هروبهم يكتشف الوحيدون أن " ديفيد " و حبيبته على علاقة و يقرران الانتقام على طريقتهما بأن يقوموا بعملية وجعل حبيبة " ديفيد " عمياء , مما يضعه فى أختبار حقيقي , هل يضحي بعينه هو الآخر لكي يظلوا متشابهان أم يهرب من العلاقة ! يتم الأتفاق على أن يعمي عينه فهذا هو الاختيار الطبيعي لو كنت غارق فى حب حقيقي مثل بطلنا , ولكن الفيلم يربكنا بنهايته حيث يتحرك " ديفيد " إلى الحمام لكي يقوم باعماء نفسه وحبيبته تنتظر و تنتظر ويطول الانتظار حتى ينتهى الفيلم و لا تعرف هل ضحى ديفيد بعينه أم لا ؟ و السؤال الأصعب هل هناك حدود للتضحيات فى الحب ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق